في خطوة تاريخية وصفت بأنها تمهد لبداية عصر جديد في مجال السفر والهجرة الدولية، أطلقت كندا نظامها المبتكر لـ "الفيزا الرقمية"، واختارت المغرب ليكون أول بلد في العالم يُجري اختبار هذا النظام الرائد. يمثل هذا التطور تحولاً جذرياً ينهي عقوداً من الاعتماد على الملصقات الورقية والإجراءات الطويلة، ويهدف إلى تبسيط عملية الحصول على التأشيرات وتسريعها بشكل غير مسبوق.
إذا كنت تخطط لـ السفر إلى كندا أو تتابع مستجدات الشراكة المغربية الكندية، فإن هذا المقال يقدم لك نظرة شاملة حول دلالات هذه الخطوة وتأثيراتها.
1. ما هي الفيزا الرقمية الكندية؟ وداعاً للانتظار الطويل
الفيزا الرقمية الكندية هي نظام تأشيرة يُسلَّم بشكل إلكتروني بالكامل عبر منصة آمنة، دون الحاجة إلى المستندات الورقية التقليدية أو الملصقات على جواز السفر.
المزايا الجوهرية لهذا النظام:
- سرعة غير مسبوقة: يمكن إنجاز إجراءات الحصول على التأشيرة في مدة لا تتجاوز الأسبوع في بعض الحالات، مما يقلص زمن المعالجة بشكل كبير.
- تسهيل الإجراءات: لم يعد المسافر بحاجة إلى إرسال جواز سفره أو طرق أبواب القنصليات، حيث أصبحت العملية تتم إلكترونياً بالكامل (إلكترونيك فيزا).
- رحلة آمنة ومريحة: يوفر النظام منصة آمنة وموثوقة لتبسيط رحلة المسافرين.
اقرأ أيضا: كيفية الحصول على عقود عمل مجانية في كندا
2. لماذا وقع اختيار كندا على المغرب؟
لم يكن اختيار المغرب لاختبار هذا النظام الجديد أمراً عشوائياً، بل جاء نتيجة لعوامل استراتيجية هامة ترى فيها إدارة الهجرة الكندية النموذج الأمثل لإطلاق هذه التجربة قبل تعميمها عالمياً.
عناصر القوة في الشراكة المغربية الكندية:
- علاقات تاريخية راسخة: يستند التعاون بين البلدين على علاقات تاريخية قوية ومتينة.
- بنية رقمية متطورة: يتمتع المغرب ببنية تحتية رقمية متقدمة وقدرة مؤسساته على التعامل بسرعة وكفاءة مع الأنظمة التكنولوجية الحديثة.
- زيادة تدفق المسافرين: يشهد الطريق بين المغرب وكندا تزايداً في تدفق المسافرين المغاربة.
- المرحلة التجريبية: سيتم اختيار المسافرين الذين سبق لهم الحصول على تأشيرة كندا في الماضي، مما يجعلهم المجموعة الأنسب لتقييم النظام وتقديم ملاحظات حقيقية لتحسينه.
3. ترخيص السفر الإلكتروني (eTA): تسهيلات إضافية للسفر
في سياق تحديث تجربة السفر، تتوسع التسهيلات لتشمل إمكانية حصول بعض المغاربة على ترخيص السفر الإلكتروني (eTA)، مما يجعل السفر إلى كندا أسهل وأكثر سلاسة.
من يستفيد من نظام eTA؟
هذا الترخيص متاح للمغاربة الذين يستوفون شروطاً معينة، أبرزها:
أن يكون المسافر قد حصل على تأشيرة كندية في السنوات العشر الأخيرة.
أو أن يكون حاملاً لتأشيرة أمريكية سارية المفعول.
هذا الترخيص مخصص للزيارات القصيرة الأمد ويشكل خطوة مهمة لتقليص القيود على السفر.
4. الشراكة تتوسع: من "الفيزا الرقمية" إلى ثروات باطن الأرض
يؤكد المتتبعون أن الشراكة بين المغرب وكندا تتسع لتتجاوز مجالات الهجرة والسفر إلى مجالات استثمارية عميقة، مشكلّة تحالفاً استراتيجياً متسارعاً.
ففي الوقت الذي تحقق فيه كندا ثورة في عالم السفر الرقمي، أعلنت شركة كندية مؤخراً عن اكتشاف معدني ضخم في المغرب، وتحديداً شرق البلاد. ويضم هذا الاكتشاف كميات كبيرة من المعادن ذات القيمة العالية مثل الذهب والفضة والزنك.
هذا التعاون الشامل، الذي يمتد من الإجراءات الرقمية في "السماء والمطارات" إلى الاستثمارات الواعدة في "أعماق الأرض والمناجم"، يؤكد على عمق العلاقة بين البلدين وإعادة رسم لمستقبل الهجرة والاستثمار.
من خلال قيادتها لتجربة الفيزا الرقمية الكندية، تثبت المغرب أنها تتصدر المشهد كأول بلد في العالم يقود هذه الثورة التكنولوجية. هذا التطور يضع المغرب كنموذج رائد قد تنطلق منه ثورة التاشيرات الرقمية حول العالم، ممهداً لعهد جديد يغيب فيه الطوابع والملصقات وتُفتح فيه الحدود بنقرة واحدة.
الأسئلة الشائعة
ما هي "الفيزا الرقمية الكندية" التي يختبرها المغرب؟
هي تأشيرة إلكترونية جديدة تصدر دون الحاجة إلى ملصق ورقي على الجواز. تهدف إلى تسريع وتبسيط عملية الحصول على تأشيرة السفر إلى كندا بشكل كبير.
هل ألغت كندا الفيزا للمغاربة؟
لا، لم يتم إلغاء الفيزا. ما تم هو إطلاق نظام "الفيزا الرقمية" التجريبي في المغرب لتسهيل وتسريع الإجراءات، بالإضافة إلى إطلاق ترخيص السفر الإلكتروني (eTA) لبعض الفئات المؤهلة.
كم هي مدة معالجة الفيزا الرقمية الكندية؟
مدة المعالجة أقصر بكثير من النظام القديم. في بعض الحالات، يمكن إصدارها في مدة لا تتجاوز الأسبوع الواحد، مما يقلص فترات الانتظار الطويلة.
هل يجب عليّ زيارة القنصلية الكندية أو إرسال جواز السفر للتقديم على الفيزا للمغاربة؟
لا. إحدى أبرز مزايا النظام الجديد هي أنه يلغي الحاجة لزيارة القنصلية أو إرسال جواز السفر لوضع الملصق، فكل الإجراءات تتم عبر منصة إلكترونية آمنة.
